الرئيسية » » حكايات عربية مع البطاقة الخضراء الأميركية

حكايات عربية مع البطاقة الخضراء الأميركية

بواسطة Badrino يوم vendredi 22 novembre 2013 | 07:24

حكايات عربية مع البطاقة الخضراء الأميركية

جانب من حفل آداء اليمين للحصول على الجنسية الأميركية-أرشيف ماساشوسيتس وفيرجينيا وميريلاند، ثلاث ولايات أميركية تحتضن ثلاثة عرب و ثلاث تجارب مع غرين كارد، أو البطاقة الخضراء، من يملكها يملك جواز العبور نحو الإلدورادو أو الفردوس الأميركي الموعود.
أحدهم من مصر والآخر من المغرب وثالثهم من سورية، وكلهم هاجروا الى أميركا في فترات زمنية مختلفة أملا في تحقيق حلمهم الأميركي، لكن الحلم كان على موعد مع اثنين، في حين خذل الثالث الذي سقطت آماله في قعر الأطلسي أثناء رحلة العودة إلى الديار.
لا للحب في أميركا 
أتى حميد من مدينة مكناس وسط المغرب إلى بوسطن، وكان شاب يحدوه الأمل في غد مشرق. ذات صيف من عام 1996 انتقاه نظام القرعة ليكون مشروع مواطن أميركي، لم يتردد في تلبية النداء، خصوصا أن شبح البطالة اقترب منه وهو مشرف على التخرج من الجامعة، وعزز حماسه لخوض التجربة ما انتشر من أخبار غرق شباب مغاربة في محاولاتهم عبور البحر الأبيض المتوسط صوب الضفة الأخرى قريبا من نعيم أوربا بعيدا عن شقاء الوطن.
بينما كان والدي يفكر في تدبر أمر المال اللازم لهجرتي، كنت أنا أعيش حالة تماهي مع طموحي الجامح، لقد كنت أنام وأصحو على الحلم المؤجل
مرت أشهر استكمال الوثائق بطيئة على حميد، و"بينما كان والدي يفكر في تدبر أمر المال اللازم لهجرتي، كنت أنا أعيش حالة تماهي مع طموحي الجامح، لقد كنت أنام وأصحو على الحلم المؤجل"، وانتفت لديه حتى الرغبة في مواصلة سبر غور المعادلات الرياضية الأحب إلى عقله.
وصل حميد إلى مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساشوسيتس حيث تتركز أغلبية من مغاربة الغرين كارد، وسرعان ما اندمج داخل مجتمع العالم الجديد، ومرت السنوات سريعة ،حياته تقاسمها العمل في مختلف القطاعات والدراسة الجامعية التي كلفته أموالا قيمتها تعادل مشروعا تجاريا محترما في بلاده، "لكنه الطموح الجامح" يقول حميد؛ تخصص في الاحصاء، ونال شهادة جامعية منحته منصبا وظيفيا محترما.
كانت حياته تسير قدما نحو النجاح إلى أن التقى بها: شابة من بلده جمع بينهما الحب والغربة والوطن الواحد، تزوجا وانجبا ابنة، فجأة انقلبت حياته رأسا على عقب، الزوجة تطلب الطلاق بسبب حصولها على أخبار مؤكدة نيته خطبة امرأة أخرى تقيم في بلدته بالمغرب، هو يمتنع عن الإقرار ويرفض مقترح التسريح بإحسان، تتصاعد الأمور لتصل درجة العنف الجسدي فتشتكيه للشرطة، فيهوي عليه سيف القانون الأميركي الذي لا يرحم في مثل هذه الحالات.
يسترجع حميد أيام العسل الأولى وكيف أنه ارتأى أن يتزوج من مغربية تفهم عقلية الرجل المغربي حتى لا تغيرها ثقافة أميركا، يسترجع أيضا أن مخاوفه استحالت واقعا: خاف من الطلاق، أو بالأحرى خاف من الطلاق بقوانين أميركا فوجد نفسه مطلقا بقوة القانون، أرهبه فراق ابنته، ففقدها وفقد كذلك سلطته عليها.
مهاجرة في مرحلة أخذ البصمات قبل استلامها للغرين كارد من مصلحة الجنسية والهجرة - أرشيفمهاجرة في مرحلة أخذ البصمات قبل استلامها للغرين كارد من مصلحة الجنسية والهجرة - أرشيف
x
مهاجرة في مرحلة أخذ البصمات قبل استلامها للغرين كارد من مصلحة الجنسية والهجرة - أرشيف
مهاجرة في مرحلة أخذ البصمات قبل استلامها للغرين كارد من مصلحة الجنسية والهجرة - أرشيف
الآن هو مشتت الفكر والهوى، بين زوجة أصبحت طليقته وابنة شارك فقط في انجابها، ولم يعد له الحق في أكثر من ذلك.

حميد، لم يخذله الحلم الأميركي، بل كان حليفه، وهبه دراسة جامعية جيدة ومنصبا وظيفيا جيدا، غير أن طلاقه وفقدانه للتواصل مع ابنته كان الثمن الذي حصلت عليه بلاد العام سام مقابل العلم والعمل على الطريقة الأميركية. 
أن تسأل حميد وهو الآن في منتصف الأربعينات، أي مستقبل ينتظر؟ يجيب: "أن اهاجر إلى المغرب وأستقر هناك وأحاول إنشاء أسرة جديدة تعوضني سنوات الغربة والضياع"، وأن تسأله عن درجة ندمه على بقائه في الأراضي الأميركية، لا يتردد في الجواب جازما "لست نادما"، "لقد أخطئت، لم يكن علي الزواج هنا، الولايات المتحدة للعلم والخبرة المهنية فقط لا غير، الأسرة والحب لا مكان لهما هنا على الإطلاق".
الحرية تتحدث أميركي 
مواطنة أميركية من أصل مصري بعد حصولها على الجنسيةمواطنة أميركية من أصل مصري بعد حصولها على الجنسية
x
مواطنة أميركية من أصل مصري بعد حصولها على الجنسية
مواطنة أميركية من أصل مصري بعد حصولها على الجنسية
كانت لمياء وهي شابة مصرية تتحدر من الاسكندرية تعيش في وضع اقتصادي لا يجعل المرء يفكر في هجره والرحيل عنه الى أرض بديلة، لكن دوافع لمياء للهجرة إلى أميركا وخوض تجربة القرعة وانتظار نتائجها لم تكن اجتماعية أو مادية بحتة كما تقول،  كان البحث عن الحرية التي تفتقدها بين جدران بلدها دافعها الأساسي الذي جعلها تغادر إلى وطن بديل.
المشي ليلا في الشوارع، ارتداء ما تريد، الشفافية في الحب، الحق في اختيار شريك الحياة أو الحق في اختيار المضي بين دروب الدنيا بدون شريك، كلها أشياء افتقدتها لمياء في بلدها فكان عليها الرحيل.
 رحلت في عهد مبارك، لم تتزوج، لم تنجب، اختارت الاستمتاع بحياتها بين جدران أحد المتاجر  في كريستال سيتي بولاية فيرجينيا  وفي علاقاتها مع زبائنها.
مصر لم تعد كما كانت وهذه أميركا وطني اخترته منذ اختارني قبل 7 سنوات من الآن
"وطني حيث أعيش حريتي"، تحت ظل هذه العبارة تحاول أن تحيا لمياء. ويبدو أنها ليست مستعدة أبدا لإسقاطها من قاموسها اليومي،  فالشابة المصرية التي تعيش بالديار الأميركية منذ 2007، استطاعت أن تندمج بسرعة داخل محيطها الجديد، ساعدها على ذلك إلمامها باللغة الإنجليزية، ولم تواجه كما تقول أي نوع من العراقيل التي يعج بها وطنها وتحول حياة من يعيشون تحت سمائه إلى عذاب، وأهم شيء استطاعت لمياء الظفر به منذ حصولها على البطاقة الخضراء هو "الاحساس بالأمان الذي غاب في شوارع بلدي وتاه بين ظواهر سلبية تستهدف الاناث على وجه الخصوص كالتحرش وانتهاك الحقوق الفردية". 
عند سؤالها عن العودة الى الوطن، لا تتردد لمياء في جعل الجواب مقرونا بالنفي والاستبعاد، خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد ، "مصر لم تعد كما كانت وهذه أميركا وطني اخترته منذ اختارني قبل 7 سنوات من الآن" تقول لمياء.
"غرين كارد"  للفرار من لهيب الحرب
يعيش عدنان في ولاية ميريلاند، يعمل في سلسلة متاجر كبرى، حكايته مع "غرين كارد" تختلف عن حكايتي حميد ولمياء، لقد كانت "هبة من السماء" يقول عدنان.
"تقدمت للقرعة خمس مرات، لكن الحظ لم من يحالفني إلا مع سادسها"، ولم يستغرق وقتا لاستصدار قرار الهجرة إلى الولايات المتحدة، ساعده على ذلك دخول سورية في دوامة صراع لا تزال مستمرة حتى اليوم.
تقدم إخوتي الثلاثة كل عام إلى القرعة، لعل القدر يحالف أحدهم كما حالفني ذات يوم من 2012 فالحلم وأميركا يسعان الجميع
لا يحب عدنان مناقشة وضعه الحالي بعد حصوله على "غرين كارد" ووصوله إلى الولايات المتحدة منذ أقل من سنة، يكفي أنها وفرت له منفذا للفرار من الحرب وأهوالها، ويكفي أنها ساعدته على التخلص من شبح التجنيد الاجباري الذي لابد لأي سوري أن يمر به قبل التفكير في كيفية بناء المستقبل.
يتذكر عدنان كيف أنه وصل إلى مطار دلاس بواشنطن بعد 14 ساعة من الطيران، استقبله أحد المعارف الذي يسر له أمور العمل والاندماج السريع داخل المجتمع الأميركي (المسكن، وفتح حساب بنكي واستخراج الهوية ورخصة القيادة...).
لا تزال أقدام هذا الشاب السوري تنتشي بالمشي على هذه البقعة من الأرض الأميركية، وحده التفكير في الأسرة  و ما آل إليه الوطن يجعل خطوته متثاقلة، "يتقدم إخوتي الثلاثة كل عام إلى القرعة، لعل القدر يحالف أحدهم كما حالفني ذات يوم من 2012 فالحلم وأميركا يسعان الجميع".

مهاجرو التعددية

لقد وطئت أقدام حميد ولمياء وعدنان التراب الأميركي في فترات زمنية متفاوتة، ولكل واحد منهم قصة حياة مختلفة بين أحضان العم سام، ولم يوحدهم غير طريقة الهجرة إلى هذه الوجهة منذ أن قرروا ذات خريف الاشتراك في يانصيب البطاقة الخضراء.

لقد ضمن لهم الكثير من الحظ ومعدل معقول من التحصيل العلمي والخبرات العملية تأشيرة إقامة دائمة على غرار 55000 آخرين ينتمون لمختلف البلدان ذات معدلات الهجرة المنخفضة إلى الولايات المتحدة.

وتقوم فلسفة هذا النوع من الهجرة (برنامج تأشيرة التنوع) منذ إقرارها سنة 1990 ودخولها حيز التنفيذ عام 1995، على الرغبة في الحفاظ على التعددية الثقافية والعرقية داخل دولة تقول إن أرضها تتسع للجميع، شريطة أداء الضرائب واحترام القانون والولاء لقسم الجنسية.
 كلمات رئيسية أمريكاالقرعةغرين كاردالهجرة الى امريكاقرعة أمريكاالهجرة الى الولايات المتحدة

قراءة المزيد: http://www.radiosawa.com/content/us-Arabs-immigrants-green-card/236603.html#ixzz2lMBkCqYw
ساهم في نشر الموضوع :

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire